حقنة شفافية
تكاثرت أقاويل القيادات والحكومة والجيران عن الشفافية، فحملت فى صدرى طموحات أطرق بها المكتب الفخيم لمديرنا الكبير، قاصدا أن أكون رئيسا كبيرا أو على الأقل نصف رئيس.
بحكمة بالغة وبصوت واثق أقسم مديرنا الكبير بالعيش والملح، أن حكومتنا تعمل كل شيء بكل شفافية، وان قياداتنا تبذل فى سبيل الوطن كثيرا من جهودها التطوعية، لا تريد جزاء ولا شكورا، وأن مرتبات الكبار لا تزيد عن مرتبات الصغار إلا جنيهات معدودة تنفق على الشاى والقهوة لاستقبال الضيوف وعابرى السبيل.
كان على أن انتشى كموظف كبير يمارس الشفافية مع المدير الكبير، فهتفت له بطول العمر مديرا وحكيما، وحين أعلنت رغبتى فى أن يطول عمرى سنوات للعمل تحت قيادته، نطبق الشفافية وننزع الفساد من الأرض دون مقابل، باغتنى برغبته السامية فى إنهاء اللقاء.
فى مساء نفس اليوم، رقدت فى السرير محموما، أعانى من فشل الحصول على منصب قيادى، أرغى بكلمات وانثرها فى وجه زوجتى، الشفافية يا أختى، تعنى وضوح القانون لمن يطبق بينهم، تعنى إعلاما موضوعيا يصنع تحضرا فى الرأى العام، تعنى سلامة المنطق فى بناء الفكر، تعنى ثقافة الانتماء لمصالح الأغلبية.
No comments:
Post a Comment