Wednesday, January 20, 2010

الذين يفسدون فى الأرض



أنا لا أكره وزيرا يحنث فى قسم توليه الوزارة بأنه سيرعى مصالح الوطن، ولا أكره صاحب مصنع يحتكر منتجاته ولا يفصح عن مصادر دخله، ولا أكره قائدا يخذلنا بالهزيمة ويجعل رقبتنا مثل السمسمة، أنا بالفعل لا أكره فقط، بل أكره وأحتقر هذا الصنف من القيادات يأتى لمنصبه بالتزوير ويفسد فى الأرض، أفعل ذلك باعتبارى لاعب كرة قديم عرف أصول حراسة المرمى.


فى قريتنا ومنذ الصغر اكتسبت مهارات اللعب بكرة القدم وتخصصت فى القيام بالمهام الخطيرة لحراسة مرمى فريق حارتنا المرعب، ملعبنا نقيمه على أرض شارع أو على ساحة جرن حصاد أو فى زنقة، حين نفتقد الأحجار الكبيرة نصنع شواهد متحركة للمرمى من أكوام تراب وطوب وملابس اللاعبين، وقت مبارياتنا مفتوح ولا مانع من أن يشاركنا اللعب بعض العابرين من بشر أو بهائم، وللجميع الحق فى الرجوع عن قراراتهم الكروية متى شاءوا.


فريق حارتنا المرعب أبدع طرقا عبقرية للفوز فى المباريات، طريقة تحريك شواهد المرمى تضيقا أو توسيعا ليعجز المنافس عن تسديد الكرة فى مرمانا، وطريقة الصياح والقسم بأغلظ الإيمان أن الكرة لم تدخل مرمانا، الطريقة (بَلْبَصْ) كانت هى الأفضل، نتحرش بملابس الفريق المنافس ونضيعها بعيدا عن أرض الملعب بقصد المساومة عليها، (بَلْبَصْ) هى تعرية الفريق المنافس من الهدوم وفضيحته مقابل الاعتراف بعدد من الأهداف تشفى غليلنا فيه، هكذا فى كثير من مبارياتنا حصدنا أهدافا تقارب ثلاثين هدفا لنا مقابل خمسة أهداف للخصم، ومع كل فوز تبدأ معارك يشترك فيها اللاعبون والمتفرجون وعابرى السبيل، وتتعدد الإصابات بالطوب والحصى والجلة الناشفة.


خبرتى فى حراسة المرمى مع فريق حارتنا إصابتى بالإحباط والأسى، فمهما كانت نتائج مبارياتنا عادة تنهال على رأسى الشتائم وبعض الطوب مع تقطيع الهدوم، إذا فزنا يتهمنى الفريق المنافس بتحريك الهدوم حتى ضاقت شواهد مرمانا وضاعت عليهم كراتهم، وإذا هزمنا يتهمنى فريقنا بتحريك الهدوم حتى وسعت شواهد مرمانا فاستقبل كرات المنافسين، هكذا مع انتشار مباريات كرة القدم كثرت الأورام والتسلخات فى جسدى وكثرت الرتوق فى هدومى، فتوقفت عن حراسة كل مرمى كروى، ونقل العقلاء عنى خبرة الطريقة (بَلْبَصْ) لتجريس المنافقين والفاسدين.


مع كثرة مشاكلنا، أرانى صالحا لقيادة حكومة أضبط سيرها على الطريقة (بَلْبَصْ)، يتم التحرش بهدوم كل مسئول لا يقوم
بواجبه، المشكلة عندنا أن بعضهم عينه باكسة وسيفرح بضياع الهدوم
.

No comments: