Friday, February 27, 2009

ثقافة عليه العوض


فى مواسم جرد الذمم، تختلف أراء الناس فى بلادنا حول تقييم مشروعاتنا القومية، مثل أبى طرطور فى تعدين الفوسفات، وتوشكى فى استزراع الأراضى, وشرق تفريعة قناة السويس فى المناطق الصناعية، واختلاف الرأى راجع فى جانب منه لعدم شفافية أنظمتنا الإدارية ونقص المعلومات المتاحة، كما يرجع لسيادة ثقافة شعبية لا تقبل العوض عن الخسائر.

ثقافتنا الشعبية السارية تقبل تصنيف المقصرين إلى طبقتين، طبقة فوقية غنية معصومة بعلاقاتها وقدراتها المالية والاجتماعية يعجز القانون عن ملاحقتها بعقوبة التقصير، وطبقة دونية فقيرة يمسك القانون برقبتها عند كل هفوة، ثقافتنا الشعبية تقبل إرجاء حساب المقصّرين طمعا فى أخذ بديل أكبر فى المستقبل فتترك أمر حسابهم لعظيم سيتدخل فى قادم الأيام، هكذا يفلت من العقاب كل من يوارى سوءة الفعل خلف منظومة دعائية من العصمة والقدرة.

فى مجتمع يتبنى ثقافة تأجيل حساب المقصرين، يسهل تحريك الرأى العام بأساليب إعلامية تحيل أسباب القصور إلى عوامل يصنعها الأعداء والآخرون دون أن يكون لمقصر معروف ذنب فيما يحيق بالمجتمع من فساد، هكذا يبنى المجتمع المتخلف ثقافة أفراده على نظام معلومات ضعيف تتآكل أدواته بعوامل التعرية الحضارية، ويكثر اعتماد ذلك المجتمع فى التعامل بالأرقام والبيانات على أفراد غير مدربين يخضعون لضغوط ثقافية واجتماعية واقتصادية متخلفة، عندها تخضع عملية جمع البيانات وتصنيفها إلى معايير شخصية، وتتحول صناعة المعلومات واتخاذ القرارات إلى صناعة مزاجية يداخلها شروع الضعفاء فى تصفية حساباتهم مع الآخرين.

ملايين وطاقات تنفق على مشاريعنا القومية، ولا يملك المواطنون وسائل موضوعية لتقييم جدواها الاقتصادية والاجتماعية، وتختلف نتائج التقييم باختلاف توجهات كل فريق، فريق يملك المعلومات وتنقصه الموضوعية فى اتخاذ القرار, وفريق يملك موضوعية العلم وتنقصه المعلومات.

شعبنا هو صاحب الحق الأصيل فى العوض عما نلاقيه فى حياتنا من هدر الإمكانيات والدوران فى حلقات الفقر والجهل والمرض، ولتعويض خسائرنا المادية والحضارية، علينا أن نتجاوز عصر الاعتماد على أهل ثقة يطبخون القرارات لمصالحهم الشخصية، وأن ندخل فى عصر أهل خبرة يقدرون بموضوعيتهم على حشد قدرات الجميع للنهوض بهذا الوطن، وتحديث ثقافته.

Sunday, February 22, 2009

النكد الجميل


فى الزمن الأخير هاجمتنى أعراض الكتابة، فقررت زوجتى أن تعالج ما أصابنى من هوان أصحاب القلم فى بلادنا، مزقت بعضا من ملابسى وأوراقى ثم طوحت بكفيها فى الهواء ومصمصت شفتيها معلنة ( الكتابة سخام اسود)، وحين تأكدت أن الليل أوغل فى الظلمة، وأن جيراننا يسترقون السمع ويقلبون الهزار بين الأزواج الطيبين إلى نميمة وفضائح، ظلت تلقى فى وجهى سيلا من التبكيت والتنكيت وتردد قول الطغاة الحاكمين ( قابلنى إذا فلحت) فوجدتنى أنزوى فى ركن الحجرة شاخصا وجهى للحائط، تساورنى فكرة أن أستدير فجأة لأغرس أصابعى فى عنقها طالبا الإعدام لكل من حضر حفل عرسنا القديم، وظللت انتظر قطع اللسان وفتح البطن، وحين إنهد حيل زوجتى وانسحبت جيوش السّب والقذف من لسانها، استعدت قدرتى على المقاومة فعبرت ضوء الصالة متسللا إلى ظلام شرفتنا المطلة على الخلاء الفسيح.

حاصرتنى قشعريرة برد على مرأى من النجوم والمصابيح البعيدة، فأعلنت للخلاء إيمانى بوقائع محددة رافضا التصالح مع زوجتى، فواقعة أن زوجة تستقبل صباح يوم أول الشهر باسمة فى وجه زوجها، إنما هى طقوس تستبدل فيها الابتسامات براتب الزوج، وواقعة قيام زوجة بفتح الشبابيك فى الصباح الباكر، تضرب المراتب بالعصا وتنشر البطاطين فى الشرفات بينما زوجها غاط فى نومه، إنما هى دعوة صريحة توجهها الزوجة لذات الزوج بمغادرة الفراش، معلنة أن أصبح ظل الحائط أكثر جدوى من ظل وجوده، تلألأت النجوم غير عابئة بوقائعى فغمغمت أعاتب الخلائق مستعرضا وقائع إيمانى بالكتابة.

زوجتى الطيبة فعلا، فى مجتمع يؤمن الكثير من أفراده بنظرية التآمر يدافع الفاسدون عن تآمرهم بحبك خطط جديدة للتآمر، يدسون للحكام أن أصحاب القلم نوع من المعارضين يزلزلون كراسى كل حكم.

زوجتى الطيبة خالص، الكاتب يتجرع الألم، فى مراعاة قوانين النشر، والحفاظ على مقتضيات الصلاح الاجتماعى والوظيفى، والاصطبار على ممارسات إعلامية لفاسدين يفتحون أبواب تدليس وشراء ذمم كى يصمت الجميع عن كل فساد.

زوجتى الطيبة جدا، الكاتب لا تبرد أحلامه فى صقيع الشرفات، وأنت من أهلى، فهل سمحت لى بالعودة من الشرفة إلى الدفء؟، فرغم نكدك الرائع ولسانك المفتول، سأبقى مقتنعا بأن الكتابة نكد جميل لا يحرمنى حق التسكع بين السطور.
المقال نشر فى جريدة العربى الناصرى - الأحد 22 فبراير 2009م

Saturday, February 21, 2009

المنصورة وأيامها


منذ عامين تقريبا أقام مطرب متواضع حفلا بإستاد جامعة المنصورة، وسط مئات من الطلاب ولفيف من القيادات الجامعية، وبدأ مشروع المطرب ينادى على العنب ويتغنى بحب حمار احتار كثير من النابهين فى تحديد صفاته، كان الآمر مخزيا لا الحمار تعرف على حبيبه ولا المسئولون عن الحفل اعترفوا بحبهم للحمير، ورغم أن أحدا لم يتعرف على الحمار المقصود ورغم تمسح القيادات بالأنشطة الجامعية وجمع الأموال لصالح فقراء الطلاب إلا أن العقلاء عادوا باللائمة فى هذا التدنى الثقافى إلى تهافت القدرات الفكرية لقيادات فاعلة فى جامعة المنصورة، فى تلك الواقعة طال الخزى بعضا من الرؤوس وأعلنوا ذلك فى جلساتهم الخاصة بينما تبلدت قلوب الكثير وتوقفت عقولهم عن التعلم من تجارب الخزى.

منذ أيام قليلة تكرر المشهد فى نفس إستاد جامعة المنصورة، مطرب متواضع ثقافة وفنا ليس بعيدا عن شبهات التزوير أقام حفلا كجزء من الأنشطة الجامعية وجمع المساعدات والتبرعات لصالح الفقراء من الطلاب، لم يستكمل الحفل وجرت فيه وقائع تخلف إدارى وثقافى وسياسى ظهر واضحا فى إصابة طلاب بحوادث طبية وفى ظهور شروخ أخلاقية.

فى الحفلين السابقين وفى الأنشطة الجامعية المماثلة، يصل المراقب المنصف إلى حقائق موضوعية تدل على تخلف ثقافى كبير فى إدارة النشاط الجامعى، ويمكن أن يعزى هذا التخلف إلى وجود توجه عام من قيادات كبيرة تتجاوز قدراتها قدرات القيادات المحلية فى الجامعة، هذا التوجه يصر على تسطيح وتجفيف المنابع الحضارية لثقافة طلاب الجامعة، فبرغم الدعوة للديمقراطية لا يوجد فى جامعاتنا نشاط ثقافى حر، وبرغم وجود مطربين كبار يطربون عشرات الآلاف فى ساحة الأوبرا إلا أنهم لا يدخلون الجامعة، وبرغم تغيير قيادة جامعة المنصورة خلال هذين الحفلين إلا أن السلوكيات ظهرت متشابهة فى الحفلين.

إن الثقافة الشخصية للقيادة هى التى تضفى مشروعية التواجد لعناصر بعينها فى الثقافة العامة، من يسمع الموسيقى الراقية لا يرضى بضجيج طشوت الغسيل، ومن يحضر عرضا راقيا للباليه لا يستسيغ رقص الغوازى، إن المثقفين الجادين من قيادات الجامعة ذات الاستقلال السياسى والثقافى هى وحدها القادرة على تعديل المسار الثقافى ليصبح شعبنا من الشعوب المتحضرة، شعب يعرف كيف يسمع الموسيقى.

Saturday, February 14, 2009

الفساد وحزام العفة

مداخل الفساد ثمانية، أولها أن أحدا لا يشير إليه بوضوح، وثانيها أن يفهم الناس صور الفساد حسب مزاجهم، وبقية المداخل أن تنسى العقول مقدمات كل فكر منطقى، ويتم التسليم بتصالح الفساد مع كل عصر.

فى العصر المشاعى الأول، دب الإنسان على الأرض فى جماعات مستترا بوريقات توت وخصلات شعر وبعض الأحجار، لم يعرف البشر خصوصية امتلاك حضر أو مضر، الرجال يسيحون فى الدروب بحثا فى الغابات والسهول عن الصيد والطعام، والنساء يسيطرن على البيوت والأطفال والمقعدين، فى ذلك العصر يكون صلاح أمر الرجال مرتبط بالعودة إلى الأهل برأس أسد أو فخذ ثور أو خرطوم فيل، عندها تزغرد النساء وينشبن أظافرهن فى الغنائم يوزعنها على الأطفال والمقعدين وبقايا الصيادين، فى مثل ذلك العصر تكون الفرصة سانحة لأى فرد كى يصبح مغامراً جميلاً، يجلب بجهده المزيد من الأخشاب وجلود الدببة والغزلان، ليستأهل الألقاب الطويلة ورئاسة المؤسسات، وما يكون بمقدور أحد أن يتاجر بأحزمة عفة تدارى فسادا أو تخاذلا، ذلك بأن الجميع واضحون، والقضاة قوانينهم معلنة فطرية بسيطة.

فى عصر الحريم والمماليك، انشغل الرجال بالفتوحات وبناء المدن، وحاكت النساء مؤامرات جلب السلطان وتوريث العاشقين، وأشيع أن للزوجات سطوة على أزواجهن وحظوة عند الأسرى والعبيد، وقتلت بعضهن رجالات حكم ضرباً بالقباقيب فى حمامات المتعة، فى ذلك العصر تماوج رجالات السلطة وأصحاب الجاه يستأثرون بكل حمامات المتعة، ويسطون على القضاة بأعراف وقوانين تصنع أحزمة العفة، وكان صلاح أمر الرجال والنساء قرين بانتشار الحرية ووضوح النوايا بين الجميع.

فى عصرنا الحديث، تخلو الساحة من ديمقراطية اختيار القيادات، وتمتلئ شاشات العرض العام بفضائل من يعيثون فى الأرض ظلاما وفسادا، وأصبح لبعض المسئولين سكرتيرات وألقاب طويلة ومكاتب مكيفة، يتواثبون كل يوم على مناصب كل سلطة، ويمرحون فى حجر كهنة كل منصب، فى مثل هذا العصر يفقد الناس معيار الحكم على الفساد، ويناور المسئولون فى تمهل وترقب قاصدين أن ينحاز القضاة فى أحكامهم على الفساد والمفسدين، هكذا تتهاوى القيم فى المجتمع، الضعفاء يلبسون أحزمة العفة والفاسدون يهربون من كل قيد.

فى كل عصور النهضة، لا يجهض الفساد غير الفحص العلنى لحزام عفة كل الموظفين وجالبى الرزق وصانعى القيم.

Sunday, February 08, 2009

مسرح الدولة


فى دولة تشيع فيها روح الدّيمقراطية يحتفظ المواطنون بالأسماء والألقاب فى مكانها، ويتنادون فيما بينهم بألقاب الأخوة، ولأننا دولة كذلك، فإننى أتوجه لأخينا المسئول فى وزارة الثقافة، بحديث عن مسرح الدولة يمتلئ سماحة ومودة وتعقلا.

أخانا الذى فى وزارة الثقافة، إن طول العمر وقسوة ظروفنا الاقتصادية هما الذّين سمحا لى بأن أكون أحد روّاد المسرح فى السّنوات الأخيرة، فقد طال عمرى منذ ولادتى عند منتصف القرن الماضى، ورأيت الفنان المُواوى يقيم السّهرات على أجران القرية ويقدّم المونولوج المسرحى ويحكى قصص عنترة والزناتى، ويشيع قيم البطولة بين مئات من المستمعين، ورأيت القرداتى عند تقاطعات الحوارى فى قريتنا، يقدم الدّيالوج المسرحى مع القرد فى عجين الفلاحة ونوم العازب، ويشيع الغمز واللمز ومصمصات الإعجاب بين عشرات من المشاهدين، وجريت وراء عربات مسرح مزركشة تجرها الحمير ويدفعها الممثلون، ويقوم القراقوز بدعايات تجمع الزبائن ليشاهدوا العروض، وفى كل مرة نسمع قصصا ومسرحيات جديدة نعيد تأليفها فى كل مرة.
وعن قسوة ظروفنا الاقتصادية، فإننى مصرى أعانى مثل الغالبية من ضيق ذات اليد، وأصاحب بشرا يهتمون بالمسرح، فلا نملك إلا أن ندخل المسارح مجانا.

أخانا الذى فى الوزارة، عشرات المرّات التى ذهبتُ فيها للمسرح هالنى ما أراه من قصور فى الأداء، مسارحكم مجرد صالات عرض فقيرة الإمكانيات، المسرحيات يعرضها فنانون أكثر عددا من المشاهدين، المشاهدون أصحاب دعوات مجانية، المؤلفون كتبة متواضعون، النقاد ينشرون ما يكتبه لهم المخرجون، وكثير من الممثلين يسعون لتسليك أمورهم من الأبواب الخلفية مع المديرين.

أخانا الذى فى الوزارة، إنكم تنفقون ملايين الجنيهات فى نشاط مسرحى لا يخدم غير مئات قليلة من الأفراد، هم كل كليلة أهل المسرح من فنيين ورواد، ومن المؤكد أن لدينا إمكانات فنية قادرة على تغيير وضعنا الثقافى المتردى إلى وضع حضارى معاصر، فقط نحن بحاجة إلى إجراء بحوث علمية تدرس ظاهرة مسرح الدولة على اعتبار أن العمل الثقافى والمسرحى منه بالذات هو صناعة ثقيلة يلزمها احتشاد الدولة لانجاز مفردات التقدم بأدوات العصر.

أخانا الذى فى الوزارة، أمر التغيير ضرورى فسياستنا الثقافية الحالية تكرّس لأن يحيا الجميع فى جو خانق.
المقال نشر فى جريدة العربى الناصرى - الأحد 15 فبراير 2009م

Sunday, February 01, 2009

فـئران جامعة المنصورة


كان للفئران دور حاسم فى إنجاب الفار ابن عمىّ، فحين ضربت العنّة كثيرا من رجالنا، ذهب عمىّ لرجل يبيع الحظوظ من أفواه فئران تلتقط أوراقا متناثرة فوق صندوق خشبى، وحين زاد عمى فى العطاء، حمل الرجل فأر حظ أبيض ومر به قريبا من الأوراق ثم ضغط بخفّة على بطن الفأر فالتقط الفأر ورقة أخذها الرجل وفتحها مبتهجا ثم أعلن على رؤوس الأشهاد أن عمّى فى دائرة الفحول وانه سينجب ذكرا، بعد سنوات أنجب عمىّ ابنا اسماه الفار، استجاب ضعفنا للفساد العام وأصبح الفار نصف رجل كبير، هكذا كانت صناديق الفئران بداية لأن يمسك الناس بسيرتنا.

بعض الفئران فى جامعة المنصورة تمارس ضدى سياسة الكعب الداير، لا أرضا تقطع ولا ظهرا تبقى، ففى مثل هذه الأيام منذ عامين، تحديدا فى يناير عام 2007م بدأت جامعة المنصورة تحقيقا معى بسبب مقال نشرته فى مجلة عامة ارفض فيه عرض مباراة عامة لكرة القدم وقت الدراسة فى أحد مدرجات الجامعة كما أرفض احتفاء الجامعة بمن يحملون تجاوزا صفات مطربين ويرددون أغنيات هابطة، بسبب هذا المقال أجرت إدارة الجامعة معى تحقيقا وتطوع كثير من الفاسدين ومارسوا مع إدارة الجامعة ضغوطا وسخافات ضدى، كانت حججهم مجرد ادعاءات فانتهت نتيجة التحقيق إلى ما يشبه مهزلة قانونية وحفظت الأوراق فى أواسط عام 2007م، ولان الإقرار بالهزيمة ليس من طبيعة الضعفاء، استطاع بعضهم بعد أكثر من عام ونصف من سلوك فئران مريضة، أن ينشر تحقيقا صحفيا ضدى يتناول نفس الوقائع فى صحيفة تدنى مستوى أدائها المهنى والأخلاقى، تحديدا فى نوفمبر 2008م، ولأن إدارة الجامعة مصابة بضعف الذاكرة بدأت التحقيق معى من جديد فى نفس الوقائع القديمة دون الاستعانة بما جرى عليها سابقا.

يا إدارة جامعة المنصورة، كثير من أمور الفساد الإدارى ممكنة، إجراء تحقيقات على وقائع مختلقة، معرفة المرضى النفسيين دون علاجهم، التعامل مع قيادات فاشلة دون إزاحتها، لكن كفاءة القيادات الإدارية وعدم إهدار الطاقات يتطلبان ذاكرة علمية تتمثل فى نظام معلومات وأرشيف قوى يحفظ للناس حقوقهم، وتتطلب التفرقة بين من يحملون رأيا للصالح العام وبين من يتاجرون بشهواتهم فى سوق الضعفاء.
المقال نشر فى جريدة العربى الناصرى - الأحد 2 فبراير 2009م