مرشح حكومى
حين تأكدنا أن مديرنا العام اقترب من سن المعاش، وأنه بعد أسابيع سيترك منصب رأسنا الكبير ليسلم رأسه لكتبة التاريخ وجامعى الدسائس، شحذنا قدراتنا فى الغيبة والنميمة وتفسير القوانين وبدأنا نلعب حركات انتخابية تفقد السلطة قدرتها على تعيين المدراء والزملاء والسعاة والمواطنين، لكن السلطة المتآمرة جعلت ولاية المدير القادم أمرا سريا، فانحرفت قدراتنا فى اتجاه أخر.
مرت أسابيع نضع فيها خطط اغتيال لكل مرشحى السلطة، فى احدى الخطط الرائعة اقتصر دورى على انتهاز فرصة ركوب أحد المرشحين لأتوبيس العمل، وبالتواطؤ مع السائق يقترب الأتوبيس مسرعا نحو حافة البحر، من الباب الأمامى أتولى دفع جثة المرشح نحو الماء، هكذا ننجز الخطة ونقنع السلطة بأن موت هذا المرشح راجع لرغبته العارمة فى عبور البحر سباحة بملابسه الكاملة.
تجاهلنا حديثا عابرا للمرشح يذكر فيه مساوئ المدير القديم، فجأة انتبهنا لحديث طيب من المرشح باعتباره المدير القادم، أخذ يضع خططا لإصلاح الأحوال على أيدى الممتازين من أمثالنا، وعدنى بأن أكون ساعده الأيمن وكاتم أسراره، ووعد سائق الأتوبيس بترقية إلى سائق جناب المدير، وحين ظهرت علامات الموافقة على وجوهنا أقسم المرشح بأن نحتفل فورا باتفاقنا من جيبه الخاص. نزلت من الأتوبيس منتشيا بالساعد الأيمن للمدير لأحضر مشروبات وحلوى، ونزل السائق متعاظما بسائق جناب المدير ليشترى علبتين من السجائر، كان محل البقالة بعيدا بمسافة كفلت للمرشح أن يقود الأتوبيس وينطلق دوننا.
No comments:
Post a Comment