Friday, July 11, 2008

الطريقة .. بـلٌبَـص


أنا لا أكره فقط وزيرا يحنث فى قسم توليه الوزارة بأن يرعى مصالح الوطن، ولا أكره فقط صاحب مصنع يحتكر منتجاته ويخشى الحسد فلا يفصح عن مصادر دخله، ولا أكره فقط قائدا يخذلنا ويجعل رقبتنا مثل السمسمة خجلا وضعفا، أنا بالفعل لا أكره فقط ولكنى أكره وأحتقر هذا الصنف من القيادات يأتى لمنصبه بالتزوير والبهتان، أفعل ذلك باعتبارى لاعب كرة قديما يحب اللعبة الحلوة حين يصنعها محترف بالتدريب والتعب.
فى قريتنا ومنذ الصغر اكتسبت مهارات كرة القدم بالقيام بالمهام الخطيرة لحارس المرمى، ملعبنا نقيمه على أرض شارع أو على ساحة جرن حصاد أو فى زنقة من حارة، حين نفتقد الأحجار الكبيرة نصنع شواهد متحركة للمرمى من أكوام تراب وطوب وملابس اللاعبين، وقت مبارياتنا مفتوح ولا مانع من أن يشاركنا اللعب بعض العابرين من بشر أو بهائم، وللجميع الحق فى الرجوع عن قراراتهم متى رغبوا.
فريق حارتنا أبدع طرقا عبقرية للفوز فى معظم المباريات، طريقة تمنع دخول الكرة فى مرمانا بتحريك شواهد مرمانا تضيقا أو توسيعا ليعجز المنافس عن التسديد، وطريقة الصياح والقسم بأغلظ الإيمان أن الكرة لم تدخل مرمانا، الطريقة (بلبص) كانت هى الأفضل، نتحرش بملابس الفريق المنافس ونضيعها بقصد المساومة عليها، ( بلبص) هى عرى الفريق المنافس وفضيحته وتجريسه فى الشارع مقابل الاعتراف بعدد الأجوال التى نريد، كنا نلعب على أرضنا وسط أهل حارتنا وبالطريقة (بلبص) تقترب نتائج مبارياتنا من ثلاثين هدفا لنا مقابل خمسة أهداف للخصم، وتنتهى مبارياتنا بمعارك يشترك فيها اللاعبون والمتفرجون وعابرى السبيل، يتبادلون الإصابات بكرات غير مكتملة من حصى وطوب وطين وجلة ناشفة.
خبرتى مع فريق حارتنا إصابتى بالإحباط والأسى، حين نحصد نتائج مبارياتنا ينهال الجميع على رأسى بالشتائم والاستهانة بإمكانياتى الكروية، إذا فزنا يتهمنى الفريق المنافس بتحريك الهدوم فضاقت شواهد مرمانا وضلت كراتهم أهدافها، وإذا هزمنا يتهمنى فريقنا بتحريك الهدوم فاتسعت شواهد مرمانا واستقبل كرات المنافسين.
مع انتشار مباريات كرة القدم كثرت الأورام والتسلخات فى جسدى وانتشرت الرتوق فى هدومى واختزن العقلاء خبرة الطريقة (بلبص) لتجريس المنافقين والمرتشين والفاسدين.
مع كل البلاوى فى بلادنا، أرانى صالحا لقيادة حكومة أضبط سيرها على التحرش بهدوم كل مسئول على الطريقة (بلُبص)، المشكلة أن بعضهم سينبسط بضياع الهدوم.

No comments: