التعليم السياحى
ولأن رب البيت أصبح بالدّف ضاربا فقد أسرف بعض أهل البيت بالرقص الماجن، هكذا اجتمع مجلس إدارة كلية نظرية بجامعة إقليمية، وبعض أعضائه صاغرون بضعفهم كالعادة، ووافق على أن يعفى الطلبة الأجانب المسجلين فى الدراسات العليا من شرط الحضور فى قاعات الدرس مثل المصريين، كما وافق المجلس على أن تعقد لهؤلاء الطلاب دورة تدريبية مكثفة مدتها شهر واحد لتعويضهم عما فاتهم من دروس، وقرر المجلس الموقر منح مكافآت لبعض أعضاء هيئة التدريس عما يبذلوه من جهد فى تدليل هؤلاء الطلاب الوافدين.
صحيح أن الطلاب الأجانب يدفعون رسوما دراسية أضعاف ما يدفعه الطالب المصرى، ويفترض أنهم يعودون إلى بلادهم بتعاطف مع أهل مصر، لكن الأصح أن نظام التعليم المحترم لا يروج لسياسة التعليم السياحى، ولا يسعى للتفرقة بين طلاب العلم حسب انتمائتهم السياسية او حسب لون جلدهم أو حجم انتفاخ جيوبهم بالأموال، نظام التعليم المحترم لا يترك فرصة لبعض أعضاء مجلس علمى يكونون أغلبية توافق على قرارات لمجرد أنها تحقق طموحاتهم المتواضعة فى دخل إضافى هنا أو عقد عمل هناك.
يا قوم نظام تعليمنا الجامعى ينهار، بعض مجالسنا العلمية ترتكب مخالفات دستورية، تلزم الطالب المصرى بتقديرات علمية وبنسبة حضور لا تقل عن ستة اشهر كل عام دراسى، وتعفى الآخرين من ذلك استخفافا بأنفسنا وتصغيرا لجامعاتنا وإجهاضا لمستقبلنا الحضارى.
الحقيقة أن مثل هذه المجالس حين توافق على مثل هذه القرارات فهى مجالس صاغرة يحكمها روح القطيع، مجالس تنتابها حالة جماعية من التسليم لطموحات قيادات غير موضوعية تعتلى مناصبها دون كفاءة.
No comments:
Post a Comment