Monday, May 28, 2007

التعليم السياحى

المجلس الأعلى للجامعات فى مصر المحروسة، أصدر قواعد اجرائية توافق لعبة السياسة بين الدول وتنافى قواعد العدالة بين طلاب العلم، فمن القواعد المقررة فى طلبة الدراسات العليا بالكليات النظرية أن يستوفى الطالب شرط الحصول على تقدير جيد على الأقل فى مرحلة البكالوريوس، هذه القاعدة اخترقها المجلس الأعلى للجامعات واستثنى الطلاب غير المصريين من هذا الشرط، وقرر المجلس أن تقبل جامعاتنا طلابا أجانب حاصلين على شهادات علمية من جامعات ومعاهد دون مستوى جامعاتنا وبتقدير علمى أقل، هكذا مجلسنا الموقر يرى أن الطلاب المصريين هم أولاد البطة السوداء يسهل تنغيص حياتهم العلمية مقارنة بالطلاب الأجانب أصحاب التعليم السياحى ممن يطلبون تدليلهم.

ولأن رب البيت أصبح بالدّف ضاربا فقد أسرف بعض أهل البيت بالرقص الماجن، هكذا اجتمع مجلس إدارة كلية نظرية بجامعة إقليمية، وبعض أعضائه صاغرون بضعفهم كالعادة، ووافق على أن يعفى الطلبة الأجانب المسجلين فى الدراسات العليا من شرط الحضور فى قاعات الدرس مثل المصريين، كما وافق المجلس على أن تعقد لهؤلاء الطلاب دورة تدريبية مكثفة مدتها شهر واحد لتعويضهم عما فاتهم من دروس، وقرر المجلس الموقر منح مكافآت لبعض أعضاء هيئة التدريس عما يبذلوه من جهد فى تدليل هؤلاء الطلاب الوافدين.

صحيح أن الطلاب الأجانب يدفعون رسوما دراسية أضعاف ما يدفعه الطالب المصرى، ويفترض أنهم يعودون إلى بلادهم بتعاطف مع أهل مصر، لكن الأصح أن نظام التعليم المحترم لا يروج لسياسة التعليم السياحى، ولا يسعى للتفرقة بين طلاب العلم حسب انتمائتهم السياسية او حسب لون جلدهم أو حجم انتفاخ جيوبهم بالأموال، نظام التعليم المحترم لا يترك فرصة لبعض أعضاء مجلس علمى يكونون أغلبية توافق على قرارات لمجرد أنها تحقق طموحاتهم المتواضعة فى دخل إضافى هنا أو عقد عمل هناك.

يا قوم نظام تعليمنا الجامعى ينهار، بعض مجالسنا العلمية ترتكب مخالفات دستورية، تلزم الطالب المصرى بتقديرات علمية وبنسبة حضور لا تقل عن ستة اشهر كل عام دراسى، وتعفى الآخرين من ذلك استخفافا بأنفسنا وتصغيرا لجامعاتنا وإجهاضا لمستقبلنا الحضارى.

الحقيقة أن مثل هذه المجالس حين توافق على مثل هذه القرارات فهى مجالس صاغرة يحكمها روح القطيع، مجالس تنتابها حالة جماعية من التسليم لطموحات قيادات غير موضوعية تعتلى مناصبها دون كفاءة.
بعضنا لا يعرف مبررات المجالس العليا أو المجالس الدنيا لتصدر قرارات غير عادلة، لكن الخبثاء يعرفون كيف يحصلون على أى قرار من اى مجلس ممسوحا بلمسة ديمقراطية، انهم يكونون مجلسا أغلبيته من ذوى الثقافة المتواضعة والطموحات المحدودة، ثم يلقون لأعضاء المجلس بفتات ووعود ومداعبة غرائز، هكذا يحصلون بموافقة الأغلبية على أى قرار، حتى لو كان القرار هو إلقاء الجميع فى سله المهملات.

Thursday, May 17, 2007

دكتوراة فخرية

ليس صحيحا أن رجال الإدارة العلمية ناصحون على طول الخط، بعضهم يملك شهادات ومناصب وعلاقات وظيفية ومع ذلك يلجأ إلى طرق لا أخلاقية تنافى العلم يقصد بها تسويق بضاعته.

أحد عمداء الكليات فى جامعة إقليمية فى مصر المحروسة أراد أن يجعل من وظيفته الجامعية سببا لفتح أبواب رزق له وللتابعين من عزوته، هذا العميد يرى أن الزبون دائما على حق وأن مداعبة وإثارة غرائز المستهلك هى الطريق الأمثل للحصول على الرفعة والكسب المادى دون اكتراث بأخلاقيات مهنة العميد العلمية.

ولأننا نعانى من تخلف حضارى رهيب، نجيد التغنى ببطولات الأفراد دون وضع سلوك هؤلاء الأفراد فى مختبر الأخلاق، لأننا كذلك جلس العميد الهمام على رأس أعضاء مجلس الكلية وهم صاغرون كالعادة، وناقش فكرة أن تمنح الجامعة درجة الدكتوراه الفخرية لأحد الدبلوماسيين العرب المعتمدين فى القاهرة، انه مجرد دبلوماسى ثرى يملك قدرا كبيرا من المال ودرجة جامعية أولى وكثير من العلاقات ودكتوراه فخرية منحته له جامعة نص كم فى أسيا، منحته الدرجة لأسبابها الخاصة غير العلمية، هذا السفير يريد التجارة بأمواله وشراء دعاء وتقبيل أياد وهذا العميد يحاول فتح أبواب ارتزاق، هكذا اتفق الطرفان على ان يقوم السفير بتقديم بعض الأموال للجامعة مقابل ان يدعو له العميد لدى أصحاب القرار كى يحصل السفير على درجة دكتوراه فخرية باسم الجامعة، هكذا أعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق.

وفى مجلس الكلية صاح أحدهم فى وجه زملائه وهم صاغرون بأن منح الدكتوراه الفخرية لمثل هذا السفير يعتبر عملا حضاريا، هذا الأحد تناسى أن الآخرين، برغم أنهم صاغرون، يدركون حجم نفاقه وسعيه لتسليك مصالحه هو الأخر.
الى متى يظل الأمر فى جامعاتنا مهينا على هذه الصورة، لا ننظر باحترام لأنفسنا ونلوى عنق الأخلاق والعلم تحقيقا لمصالح شخصية لبعض السفهاء منا.

الأمر ببساطه، رجل يريد أن يؤدى خدمات للجامعة فعلينا أن نضع خدماته فوق رؤوسنا، نكتب اسمه واسم عائلته وأولاده إن أراد ونبين فضله على لوحات بماء الذهب تلصقها على ما يقدمه للجامعة، لكن أن نعطيه درجة دكتوراه فخرية فذلك كثير عليه وعلى أمثاله من المحسنين وهذا نفاق كبير من عميد يستغل وظيفته على حساب الجامعة ويورط اسمها فى مثل هذا الإسفاف.

الدكتوراه الفخرية قيمة حقيقية تضاف لآحاد من الناس أدوا خدمات حقيقية للعلم أولا وللإنسانية ثانيا، هى شهادات لها معايير علمية حقيقية لا يستحقها شخص لمجرد انه ثرى ولا يعد بها عميد لمجرد انه تولى منصبه بالتعيين.
إننا نخسر مرتين، مرة حين نرى الفساد ونسكت عليه، ومرة حين نعرف من يتاجر بالفساد ومع ذلك نتركه راكبا فوق الرؤوس.

Friday, May 11, 2007

القائد الضعيف

الناس يخشون القائد الضعيف، يملك عليهم سلطات غير مبررة ويدير بهم مشاريع غير منتجة، يأخذ الأوامر من رؤساء لا يحبهم، ويعطى الأوامر لمرؤوسين لا يريدهم، يسرق منهم السلطة دون كفاءة، ويلقى عليهم بالمسئولية دون خجل، وحين يقصف التخلف ظهور الجميع، ينتقم الضعفاء لأنفسهم فى شخص قائدهم، يلبسون قائدهم صورة الكريم الدائم، الفاهم الواعى، الممسك بأكباد الحقائق ونواصى الحكمة، وكأنه ليس أسوأ من ذلك يمكن أن يكون عليه بشر، وعند النهاية يظهرون قائدهم فى صورة مقاتل مرعب تضمه جيوش خلاص سرية، وفى الوقت المناسب يطرحون قائدهم فى قاع النسيان غير جدير بأن يثق فيه أحد.

Wednesday, May 09, 2007

كلام فى الهواء

شىء رائع جدا أن يكون موقعى هنا على النّت، جالبا لبعض أنواع المتعة ، فتاة تقسم لى أننى اجمل واقوى الرجال ،وتؤكد أنها قادرة مع بعض أنواع الأدوية والأطعمة والابتهالات أن تزيدنى فحولة وقوة وشبابا ، رجل يقسم بكل ثقافته أننى صالح لقيادة حزب كبير عالمى يفرخ عشرات من صعاليك رؤساء الجمهوريات والأمراء والملوك وبعض أنواع الوزراء ، شاب يرى أننى تافه تماما ، اشغل بكتاباتى مساحة فى فضاء النّت كان من الأولى أن يطويها سياسى لعوب يطعم القهر للناس باعتباره حلوى، أستاذ جامعى يرى أننى متخلف اجتماعيا لا أعرف رأسى من قدمى وأننى سأحشر يوم اختيار القيادات فى عالم المغضوب عليهم والشاقين عصا الصلاح0
زوجتى فقط ترى أن ما افعله على النت أمر طيب تماما، فلا ضرر منى ولا ضرار بعد أن جاوزت أنا قدرة الفعل وأغلقت أنا مخارج الفحولة ، وخسرت هى رهانها على أن أكون وزيرا.
وما زلت أسعى لأكون فحلا سياسيا محنكا ومطربا جميلا.